loading...

مقالات وأراء المزيد ...

مغارة علي بيه بابا

فدائي



كل عام و أنت بخير، أو عظم الله أجرك، اصبر واحتسب أو هيّص و اطلع شرم و فرقع بومب و ادبحلك عجل، عبارات متاحة للاستعمال أو الاستماع تلقيها أو تتلاقاها، طبقا لحالتك الاجتماعية فهنيئا لك بقدوم العيد والعيدية، إن كنت من ميسوري الحال و أسيادنا راضيين عنك، وتبا لك إن كنت من الطبقة الكادحة السارحة في ملكوت الله، فالعيد بالنسبة لك سوف ينتهي مع نهاية دعاء الإمام في مصلي العيد، وما يعقبه من مصاريف وعيديات و لوازم شراء الترمس والفحم لزوم شوي كيلو اللحمة، الذي رزقك الله إياه في كيس أسود بلاستيك، من أحد وجهاء الحي أو الشارع الذي تسكن فيه، وزيادة في التنكيل بك لا تنسي القادم بعد قليل مصاريف المدارس والاستعداد إلي زبانية الدروس الخصوصية، لم أقصد التنكيد عليك أو التبكيت، طمعا في قطعة اللحم المشوية التي لم تدعوني إليها فقط بفكرك.

 ولكن...

انتظر.. ليست الحياة بهذا السواد فالحل سهل يسير (اختراع يا كوتش)، وقد يكون أمامك وفعلته من قبل وقد يتدلى لسانك من فمك لمحاولة إغاظتي بأنك فعلتها. الاختراع اسمه مغارة علي بيه بابا فمجرد أن تتفوه بكلمة السر تنحل عقدك وتنفك عنك همومك وتشتري اللحمة من أجدع جزار، ولا حوجة للكيس الأسود، وتسدد مصاريف الدراسة وتشتري الكشاكيل والشنط والمرايل (يسمونها ألان يونيفورم). ومش بعيد تضربلك يومين ثلاثة في شرم أو خليج نعمة مش عشانك عشان مصر وتنشيط السياحة الداخلية عايز تعرف مين وازاي ؟.

 بمنتهي البساطة بهذا الاختراع السهل الممتنع، الاختراع المصري الذي يستحق جائزة أوسكار للتكافل الاجتماعي (الجمعية) أيون أينعم (الجمعية)، لا تخلو مؤسسة حكومية، أو شركة خاصة، أو حتي ورشة مهنية من سمسم، عفوا المعلم سمسوم. وسمسم هذا هو قائد الحملة والذي يتولي تكوين الأفراد، وتحديد الاشتراكات، و إجراء القرعة، أو ترتيب أدوار قبض الجمعية، و يقوم بدور ظابط المباحث، والأبضاية في حالة امتناع أحد أفراد الجمعية بدفع القيمة الشهرية، أو اليومية حسب الاتفاق.

هذا ياسادة هو السر الذي حير ملايين الاقتصاديين حول العالم كيف يواجه المصريون، غلاء الأسعار، و تعويم الجنيه، ولم تتأثر حياتهم المعيشية، ومازالوا يتهافتون علي شراء الأيفون، ويأكلون طبيخ كنتاكي وماكدونالدز، ويسافرون لأداء العمرة والحج، وكل جمعية و أنتم بخير، متعرفوش حد عامل جمعية ناقصة نفر ؟!

مقالات أخرى للكاتب