لكل شعوب العالم موروثات وثوابت ثقافية، تتجلي في شكل مأثورات شعبية، نتجت عن حدث ما وقع بالفعل، أو هي مقولة جرت علي لسان أحد حكماء ذلك الزمان، وفي العصور البائنة تم تخليد هذه المقولات علي جدران المعابد و أمهات الكتب والمخطوطات.
وفي بلدنا المحروسة إذا أردت البحث عن تراث شعبي، وتزيد حصيلتك من الأقوال المأثورة والحكم الموفورة منها ما يدعو للتأمل وأخري للدعاية والضحك، فلن تتعب كثيرا أمامك مكانين أقرب إليك مما تظن توجه إلي أقرب حمام عام أو امعن النظر والحظ المؤخرات بص علي أي مؤخرة سوف تخرج بحكمة تعال هنا انت باصص فين بقولك مؤخرة الميكروباصات ستجد حكم بالغة ومعبرة، مثل: "خريج حقوق والظروف حكمت إني أسوق"، حكمة تلخص أحوال بلد من كل جوانبها سياسيا، واقتصاديا، واجتماعيا، تستشعر قسوتها و ثقافة كاتبها، و سأترك لك التخمين. أما الساخر منها "أنا الناظر يا شوية مناظر"، تستشعر معها أن سائقنا متعالي "شويتين" علي جموع من حوله في الشارع، يجلس في مقدمة السيارة علي مقعد بمفرده يسمعك غصبا، أو طواعية. أغانيه المفضلة قائد يدير الدفة ٌ التارة ٌ معه كراسة بدلا من رخصة القيادة يستخدم الجرس بدلا من الكلاكس، لو حبيت تنزل قوله لو سمحت الحصة الجاية، ولو دخل علي لجنة بيحب أوي يلم الورق بس من الأرض علشان يرضي الكمين، وهناك مقولات أخري يحيرك معناها وتعيش معاها، مثل: "انشغل منشغلش"، بالظبط كده وده المطلوب زي ما حضرتك عملت فكرت و رجعت قريتها تاني و ركزت، والغرض منها تشتيت الذهن، والبعد عن التركيز علي السيارة وحالتها وخاصة لو كانت ع الزيرو علشان العين.
أما ما يكون داخل ديوان بيت الراحة أثناء الشعور بالراحة، فمتروك لك أن تقوم بقراءته بالراحة، فكل الألفاظ متاحة، وتبلغ أعلي درجات الصراحة، و أنا شخصيا لا أستطيع أن أبوح بها هنا، بس لو مرة اتزنقت واضطريت، فانصحك بخوض التجربة وقد تجدني تارك لك رسالة عن مقالتي هذه.
