loading...

مقالات وأراء المزيد ...

حبرشني يا حبرشني

فدائي



كم تمنيت أن تحدث المعجزة ويقترب رمضان ليصبح غدًا وليس بعد خمسة أشهر من ألان، وبعيدًا عن روحانيات الشهر الكريم وتجمع العائلة وقت الإفطار وطفاسة البطن في التهام ما لذ وطاب من المحمر والمشمر والحلويات "يا اخواتي صايم ومراتي عايزة تجوعني" ليس لهذا تمنيت مجيئه ولكن سبب آخر أحسبه ضرب من الخيال أو هرطقة طفل صغير. ومن منا ليس بداخله طفل يرتدي ثياب كهل يدعي الحكمة والحنكة وهو يتمني أن يرتمي في أحضان أمه ويلقي علي صدرها همه.

 تخيلت أنني في إحدي ليالي رمضان، وقد خرجت من المسجد بعد صلاة التراويح، وبعد أن تهلهل لساني وقلبي بالتضرع إلي الله مع جموع المصلين، أن يرد علينا أقصانا الأسير ويهلك اليهود والأمريكان، وإذا بي ألتقي بفتاة صغيرة يتيمة بجوار المسجد، وبيدها فانوس قديم اعتلاه الصدأ فاذا بي اقتدي بالفنان اسماعيل ياسين ( لعل وعسي ) وبالفعل يظهر العفريت بمقولته الشهيرة شبيك لبيك تطلب ايه ؟؟؟ فتبادر إلي ذهني أن أطلب تحرير المسجد الأقصى و طرد اليهود من القدس المحتلة، لعل العفريت يفعلها بعد أن عجزت جموع الحكومات العربية والمؤتمرات الإسلامية المنعقدة ألا تفعل شيئا سوي لطم الخدود وشق الجيوب والاستنكار والشجب وتأليف الأغاني الحزينة عن ضياع القدس، ولست أدري كيف غاب عن أذهان هؤلاء إطلاق البخور ودق الدفوف للاستعانة بالسحر والشعوذة والدجل المعترف به في دولنا العربية لحل القضية الفلسطينية ونبتهل جميعا في حلقة ذكر " حبرشني يا حبرشني بحتة حنة تنقرشني وبتحرير القدس تنعشني " ومع استعجال العفريت لي أن أوجز وأنجز لضيق وقته ألقيت بأمنيتي وتحرك بها لساني فما كان منه إلا أنه ولي مدبرا وقبل أن ينصرف عني صرخ في وجهي وانتابته نوبة ضحك هيستيري وقال لي مستحيل أن ألبي طلبك فما عجز عنه مليار مسلم وعربي لا يستطيع واحد بمفرده أن يفعله حتي وإن كان من الجان.

 وسر الصبر علي محبسي في هذا الفانوس هو هربي من حياة البشر وإذا فرضت أنني أستطيع تحقيق حلمك فمن ينقذني من بطش ( ترامبكوش ) زعيم مملكة الجان والأمريكان ومنظم حفلات المصارعة بين دول العالم لينعم هو بالأموال وتسيل دماء المتنافسين فوق حلبة المصارعة وسط تصفيق جموع الحاضرين لموت أحد المتبارين، في هذا العصر الذي نحياه لا يوجد فانوس سحري ولا توجد طاقية الإخفاء ولا ربابة نتغنى عليها بأساطير أبو زيد الهلالي، فقط توجد إرادة شعوب، فهل افتقدنا الارادة؟ أم افتقدنا الشعوب؟ القدس عربية.. القدس عربية.. القدس عربية.    

مقالات أخرى للكاتب