loading...

بنوك المزيد ...

لتمويل الاحتياجات الطارئة للاقتصاديات العربية...

جمال نجم: أدعو إلي إنشاء صندوق "إنقاذ طوارئ" عربي

 جانب من كلمة نائب محافظ البنك المركزي المصري

جانب من كلمة نائب محافظ البنك المركزي المصري



شارك جمال نجم، نائب محافظ البنك المركزي المصري، في المؤتمر المصرفي العربي السنوي لعام 2017، الذي أقيم في فندق فينيسيا انتركونتيننتال، في بيروت بلبنان، و الذي أقيم في يومي 23 و 23 نوفمبر لعام 2017.

و ألقي "نجم"، كلمة، في المؤتمر المصرفي العربي، و تنشر "دنيا الفلوس"، نص كلمة نائب محافظ البنك المركزي المصري، التي قال فيها:

"في البدايه أود أن أشكر إتحاد المصارف العربيه علي الدعوة الكريمة للمشاركة في المؤتمر المصرفي العربي السنوي لعام 2017  وأخص بالشكر الشيخ/ محمد الجراح الصباح رئيس إتحاد المصارف العربيه و الأستاذ/ وسام فتوح الأمين العام وبالتأكيد شعب وحكومة لبنان الشقيق وجميع الساده الزملاء من إتحاد المصارف العربيه والقطاع المصرفي العربي. 

تشهد بعض بلدان العالم العربي أوضاعـــــاً إقتصاديــــة واجتماعية وأمنيـــة متدهورة نتيجة النزاعات المحلية بها وقد  تسبب ذلك في دمار البنيــــة الأساسية والمرافق العامة فضلاً عن الخسائر البشرية والمادية الجسيمة والتي تُـــقدر إجمالاً بنحو 800 مليار دولار ، وهو ما أدي إلي نزوح الملايين من مواطنيها إلي الدول الشقيقـــة وإلي أوروبا و غيرها من دول العالم  طلبــاً للأمان و للبحث عن ظروف معيشيه أفضل.
ولدي النظر في حجم الخسائر في البنيه التحتيه والقطاعات المُحفزه للنمو الإقتصادي وفقاً لتقارير الجهات الدوليه نجد أن الوضع أصبح مأساوياً لدي دول كانت تحظي بمستويات جيده ومقبوله من المعيشة إلا أن النزاعات والحروب الأهلية قد تسببت في كوارث إقتصاديه وإنسانيه ومنها علي سبيل المثال الدول التاليه:
أولاً: العراق
علي المستوي الإقتصادي:
تراجع الإحتياطي النقدي الأجنبي إلي 49 مليــــار دولار في عام 2017 مقارنــاً بنحو 80 مليــــار دولار في عام 2013 .
تصاعد نسبتي البطالة والفقــر خلال عام 2017 إلى 25% و30% علي الترتيــب مُقارنـــاً بنسبتي 12% و19% علي الترتيــب قبل نشوب النزاعات بالبلاد.
تدمير نحو 80% من البنية الأساسية بقيمة تُـــقدر بنحو350 مليار دولار، وتعرض870 مبنى حكومياً و218 جسراً و14 نفقـــــاً مروريـــاً للتدمير الشامل، فضلاً عن ما يقرب من 300/كم من شبكتي سكك الحديد في غرب وشمال البلاد. 
تراجع القدرة الكهربائيــة في بغداد لنحو 8 ساعات يوميــــاً. 
علي المستوي الإنساني:
بلغت الخسائر البشريــة العراقيــة نحو 268 ألف نسمــة منذ الغزو الأمريكي حتي أكتوبر 2017  .
قُــدِر عدد النازحيــن العراقييـــن بنحو 3.1 مليون نسمة لجــــأ نصفهم إلى خارج العراق وعلي الأخص الدول المجاورة.
حدوث خسائر ثقافيــــة وحضاريــة جسيمة بسبب تعرض المتحف الوطني العراقي لسرقــة ما يقرب من 200 ألف قطعة أثريـــــة، بالإضافة الي تدميـــــر بعض المواقع الاثرية.
ثانياً: سوريا
علي المستوي الإقتصادي:
تراجع الإحتياطي النقدي الأجنبي إلي 700 مليون دولار في عام 2017 مُقارنــاً بنحو 20 مليار دولار قبـــل الأزمة السورية.
بلغ العجز التراكمي للناتج المحلي نحو 226 مليار دولار.
تدمير نحو 27% من مجموع الوحدات السكنية بالبلاد.
إنخفضت قدرة توليـــد الكهربــــاء بمعدل 62.5%. 
تدميــر نحو ثلث المرافق الصحية بالبلاد والبالغ عددها 780 مرفقـــــاً بقيمة 248 مليون دولار.
تدميــر نحو 1417 منشــــأة تعليميــــــة وقد بلغت قيمة الخسائــر في ذلك القطاع نحــو 123 مليون دولار.
تصاعدت نسبتي البطالة والفقــر إلى 78% و60%.
علي المستوي الإنساني:
بلغت الخسائر البشريــة نحو أربعمائــة ألف نسمــة.
قُــدِر عدد النازحيــن بأكثــر من نصف تعداد السكان وأدى ذلك إلى أزمة لاجئيـــــن تُــعد الأكبر منذ الحرب العالمية الثانيــــة.
حدوث خسائر ثقافيــــة وحضاريــة جسيمة لا تُقدر بثمن.
ثالثاً: اليمن 
علي المستوي الإقتصادي:
تراجع الإحتياطي النقدي الأجنبي إلي 600 مليون دولار في مايو 2016 مُقارنــاً بنحو 5 مليار دولار في مطلع عام 2014. 
أدت الحرب إلى خسائر قُــدرت بأكثر من 15 مليار دولار.
بلغت خسائر القطاع الزراعي نحو 16 مليار دولار 
عجز نحو 15 مليون نسمة – أي نصف السكان – عن الحصول علي الرعاية الصحية اللازمة.
علي المستوي الإنساني:
خسائر بشريــة بنحو خمسين ألف نسمــة وعدد خمسة وعشرون ألف جريح ، بينما قُــدِر النازحيــن بأكثـــــر من 2 مليون نسمة.
انقطع ما يقارب من 2 مليون طفل عن الدراسة. 
أصابت الأضرار جراء الحرب نحو 4000 معلم أثرى.
رابعاً: ليبيا 
علي المستوي الإقتصادي:
تراجع الإحتياطي النقدي الأجنبي إلي نحو 70 مليــــار دولار في عام 2016  مُقارنــاً بنحو 124 مليار دولار في عام 2012. 
تقوم أربعة مستشفيات فقط بوظائفها من إجمالي 98 مستشفي.
بلغت الأضرار بالمباني ذات الملكية الخاصة نحو 1.4 مليار دولار والمباني المملوكة للدولة نحو 1.03 مليار دولار.
بلغت الخسائر المُهدرة الناتجة عن إغلاق الموانئ النفطية  نحو 70 مليار دولار إعتباراً من أغسطس 2013 وحتي عام 2015.
تُقدر تكاليف إعادة الإعمار بنحو 400 مليار دولار.
علي المستوي الإنساني:
بلغت الخسائر البشريــة نحو ثمانيــة ألاف نسمــة.
يفتقر54%  السكان إلى المياه النظيفة ومرافق الصرف الصحي.
أكثر من 558 مدرسة إما لم تعد تقوم بوظيفتها أو تقوم بها جزئيا.
سرقة وديعة عُرفت باسم «كنز بنغازي» ، وهذا الكنز احتوى على قرابة 6 آلاف قطعة.
خامساً: الأثـــــار غير المباشرة علي الدول العربية المجاورة
ان الصراعات المسلحة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لا تُـــدمر إقتصاديات الدول التي يدور فيها القتال فحسب ولكنها تؤثر أيضا علي النمو الإقتصادي بالدول المجاورة والتي تستضيف ملايين اللاجئين ، فقد إنخفض الناتج المحلي الإجمالي السنوي بواقع 1.9% في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، كما تسبب تنافس المهاجرين على العمالة غير الرسمية في انخفاض الأجور في مختلف قطاعات الاقتصاد كما شكل ضغطاً على الخدمات العامة بما في ذلك الخدمات الصحية والتعليم، فضلا عن الضغط علي الموارد الغذائيه و المواصلات والسكن وفرص العمل.
توصيات لتفعيل الدور العربي لإعادة إعمار وتنميــة الدول والمناطق المتضررة من النزاعات الأهليه:
يبيــن مما سبق أهمية تضافر الجهود العربيــة في إعادة إعمار الدول المتضررة، وذلك تحت مظلة جامعة الدول العربية وفقا لما يلي :
ضرورة  وضع آليــــات تعاون وشراكة بين القطاعين العام والخاص لتمويـــــل إعادة بنـــاء المرافــق العامــة التي دُمرت. 
إقامة شبــكات النقل والطرق للمدن والقري المُضارة.
توفيــر الإستثمارات العربية والدولية الضرورية لتنمية إقتصاديات الدول المنوه عنها أســــوة بما حدث بمشروع مارشال بعد الحرب العالمية الثانيـــــة مما أسهم في إعمار أوروبـــــــا.
الدعوة الي إنشـــاء صندوق إنقاذ طوارئ عربي لتمويل الاحتياجات الطارئة للاقتصاديات العربية وبشكل خاص من أجل تمويل الاحتياجات الأساسية من مواد غذائية وسلع ضروريــة للدول التي تستضيف النازحين واللاجئين . 
قيام القطاعات المصرفية العربيـــــة فى هذا المجال بوضع السياســـــات الماليـــــة لإعادة بنــــــاء البنيه الأساسية والمرافق الحيوية والقطاعات الاقتصادية والإنتاجية.
قيام الدول الكبري بدورها في توفير التمويل اللازم لإعادة الإعمار.
 إلا أن الإعمار والتنمية المشار إليهم يتطلبان بالأساس التوافق السياسي والإقليمي لإنهـــــاء الحروب والنزاعات في المقام الأول حيث يوجد علاقة عكسية بين التنمية المستدامة والصراعات المسلحة نظراً لفقدان الأمن والأمان وصعوبــة الإعمار تحت وطأة النيران.
وشكراً لحضراتكم...".
 

 

 


-->